الاثنين، 22 سبتمبر 2025

كيف حولت "رؤية مجنونة" 230 مليون دولار إلى 9 مليارات .. ثم اختفى كل شيء!


في مشهد يليق بنهاية فيلم مالي طويل، أغلقت "بيركشير هاثاواي" – إمبراطورية الاستثمارات التي يقودها الملياردير الأميركي وارن بافيت – الفصل الأخير من واحدة من أكثر مغامراتها الاستثمارية جرأة وإثارة: شركة BYD الصينية لصناعة السيارات الكهربائية ...

✨ البداية: "جنون" تشارلي مونغر

في عام 2008، كانت الأسواق ترتجف من أزمة مالية عالمية، وشركات السيارات التقليدية تُصارع للبقاء. وسط هذا الضباب، جاء صوت شريك بافيت التاريخي، تشارلي مونغر، ليقترح شيئاً بدا في نظر كثيرين آنذاك أقرب إلى الجنون: الاستثمار في شركة صينية مغمورة تُصنّع البطاريات، وتحلم بالسيارات الكهربائية.

لم يتردد بافيت كثيراً. بمبلغ متواضع نسبياً بلغ 230 مليون دولار، اشترت بيركشير 225 مليون سهم في BYD – خطوة وُصفت لاحقاً بأنها "مراهنة على المستقبل".

🚀 التحوّل: من حلم إلى إعصار ربحي

لم يكن أحد ليتوقع أن تتحوّل هذه "المراهنة" إلى أحد أكثر الاستثمارات نجاحاً في تاريخ بيركشير.
بحلول عام 2022، وبعد قفزة مذهلة في أداء الشركة وسط زخم التحول نحو الطاقة النظيفة، ارتفعت قيمة الحصة إلى نحو 9 مليارات دولار – ما يعني عائداً مذهلاً يُقدّر بـ 3890%.

ولكن كما في كل قصة ناجحة... كان لا بد من نهاية.


📊 الحجم والتأثير

  • عدد العاملين: نحو حوالي 900,000 شخصاً (عام 2024)
  • الإيرادات: في عام 2023 تجاوزت 602 مليار يوان صيني (~ 85 مليار دولار تقريبًا)، مع نمو كبير سنويًا.
  • السوق: BYD مُدرجة في بورصتي شنزن وهونج كونج.


⏳ البيع الصامت

ابتداءً من أغسطس 2022، بدأت بيركشير بخطى هادئة لكنها حاسمة في تصفية تدريجية لموقعها في BYD.
ومع وصول حصتها إلى أقل من 5% بحلول منتصف 2024، توقفت الشركة عن الإفصاح الدوري في بورصة هونغ كونغ، لتتحوّل خطواتها إلى ظلال في السوق.

ثم، جاء الإعلان الضمني في تقارير الربع الأول لعام 2025: قيمة الاستثمار أصبحت "صفر"، ما يعني أن التصفية اكتملت.

❓ لماذا باعت بيركشير؟ الغموض يلف القرار

رغم ضخامة المكاسب، لم يُقدّم وارن بافيت تفسيراً مباشراً لقرار التخارج الكامل. كل ما قاله في أحد لقاءاته عام 2023 أن BYD "شركة استثنائية تُدار بواسطة شخص استثنائي"، مضيفاً أنه ببساطة أراد توجيه الأموال إلى فرص أخرى يثق بها أكثر.

هل رأى تباطؤاً في النمو؟ هل تأثر بالعوامل الجيوسياسية؟ هل شعر أن السوق وصل إلى ذروته؟ الأسئلة كثيرة... والإجابات قليلة.

🧠 الدرس: ليس كل ربح يُحتَفَظ به

قصة BYD مع بيركشير ليست مجرد صفقة ناجحة، بل درس في رؤية ما لا يراه الآخرون، والتحلي بالجرأة عند اتخاذ القرار، والحكمة عند الخروج.

لقد بدأت الرحلة بنصيحة من تشارلي مونغر، الرجل الذي وصف BYD في اجتماع المساهمين عام 2009 بأنها "معجزة حقيقية"... وانتهت بخروج هادئ، يُجسّد فلسفة بافيت الأزلية:

"اعرف متى تدخل... والأهم: متى تخرج."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Indice technologique Nasdaq | مؤشر ناسداك تكنولوجيى