الخميس، 2 فبراير 2023

تحليل الأسواق العالمية فى أعقاب اجتماع مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى

واصلت الأسواق التنبؤ بالمسار المتوقع لتشديد الاحتياطي الفيدرالي لسياسته النقدية، وذلك قبيل اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الأول لعام 2023 في الأسبوع المقبل .. أدى ظهور بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من العام، والتي جاءت أقوى من المتوقع، إلى جانب تباطؤ معدل الانفاق الاستهلاكي الشخصي، وانتهاء بنك كندا من رفعه لأسعار الفائدة، إلى دعم التوقعات بأن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الأول من فبراير، وهو ما عمل بدوره على تحفيز معنويات المخاطرة مع نهاية الأسبوع مما دفع معظم مؤشرات الأسهم العالمية إلى الصعود. 

 

 

لم تتغير عوائد سندات الخزانة نسبيًا ولم ترتفع إلا بشكل طفيف بينما تراجع الدولار، حيث لم تتغير نسبيًا توقعات السوق بشأن رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة . كانت تحركات معظم فئات الأصول ضعيفة بشكل عام مقارنة بالأسابيع السابقة حيث تترقب الأسواق قرارات البنوك المركزية الرئيسية هذا الأسبوع حيث من المتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء، بينما ينُتظر أن يقرر كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك إنجلترا رفع الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.


سوق السندات .. فى ظل تحركات الأسواق

 

كانت تحركات السندات ضعيفة نسبيًا ولكن عوائد سندات الخزانة الأمريكية ارتفعت عبر معظم آجال الاستحقاق حيث تنتظر الأسواق الاجتماع الأول للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الأسبوع المقبل. زادت عوائد سندات الخزانة بشكل طفيف على مستوى جميع آجال الاستحقاق، باستثناء عوائد السندات أجل 30 عامًا.


 حيث فاجأت البيانات الاقتصادية الأمريكية، ومنها الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من 2022، بصعودها، مما يسلط الضوء على أن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن يتحمل المزيد من التشديد للسياسة النقدية. وعلى الرغم من المفاجأة الإيجابية في الناتج المحلي الإجمالي ومؤشرات مديري المشتريات، إلا أن ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي كان مدفوعًا في الغالب بتراكم المخزون.


 أما مؤشرات مديري المشتريات لا تزال في منطقة الانكماش رغم تحسنها، لذلك لم يرفع المتداولون بشكل حاد تسعيرهم لمسار بنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع سعر الفائدة. علاوة على ذلك، كانت غالبية بيانات مؤشر الانفاق الاستهلاكي الشخصي متوافقة مع التوقعات واستمرت في إظهار أن الضغوط التضخمية كانت تتراجع، مما زاد من دعم نظرية أن التضخم ربما يكون قد بلغ ذروته وهو ما يقلص من توقعات تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي لسعر الفائدة بشكل أقوى.


 وعلى الرغم من أن الأسواق تتوقع أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع تسعيره مرة أخرى في اجتماع فبراير، وقد قام بزيادة طفيفة في أسعاره كما هو موضح في العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي، يتوقع المتداولون أن يبطئ بنك الاحتياطي الفيدرالي وتيرة رفع أسعار الفائدة ويستمر في التسعير بالكامل فقط لرفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. لا تزال المخاوف من الركود في بؤرة الاهتمام، مع بقاء الجزء من منحنى العائد الممثل لفارق العائد بين السندات أجل 5 سنوات و 30 عام - الذي تتم مراقبته عن كثب - عند أحد مستوياته الأكثر انقلابًا.


عملات الأسواق المتقدمة:

 

انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.08% واستقر عند أدنى مستوى له منذ مايو 2022. وكان المؤشر قد تراجع في يومي الثلاثاء والأربعاء مع انخفاض توقعات مقدار رفع سعر الفائدة واستمرار ومؤشرات مديري المشتريات في منطقة الانكماش  في الولايات المتحدة. 


بالمقابل، ارتفع اليورو بنسبة 0.11%، وكسر مستوى الـ 1.08 مقابل الدولار، واستقر عند أعلى مستوى له منذ أبريل 2022 .


 حيث ارتفعت مستويات الثقة الاقتصادية إلى أعلى مستوى لها في عام واحد، مع تحسن مؤشرات مديري المشتريات في أوروبا بشكل غير متوقع. 


وخسر الجنيه الإسترليني 0.12% حيث لم تكن بيانات مؤشرات مديري المشتريات في المملكة المتحدة تبعث على التفاؤل مثل نظرائهم الأوروبيين. 


وتراجع أداء الين الياباني لينخفض بنسبة 0.22%، لكنه تمكن من البقاء دون مستوى 130 ين مقابل الدولار. 


ومن المثير للاهتمام، أن الدولار الأسترالي كان العملة الأفضل أداءً، حيث وصل إلى أعلى مستوى له منذ أغسطس بعد أن جاءت بيانات التضخم أعلى من المتوقع، حيث قفزت إلى أعلى مستوى لأكثر من خمسة أشهر مما يشير إلى المزيد من الارتفاعات في أسعار الفائدة.


الذهب

 

مع ضعف الدولار وتراجع غالبية عوائد سندات الخزانة الأمريكية، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.10%، وهو ما يمثل سادس صعود على التوالي بقياس أسبوعي، حيث استقر عند أعلى مستوى له منذ أبريل 2022. 


وجاءت مكاسب هذا الأسبوع ضعيفة نسبيًا مقارنة بالأسابيع السابقة حيث سجل الذهب ارتفاعاً فقط في تعاملات يومي الخميس والجمعة حيث دفعت بيانات الناتج المحلي الإجمالي والعمالة والإسكان الإيجابية الى زيادة الآمال في تحقيق هبوط سلس للسياسة النقدية.


أقرأ حيثيات الاحتماع : 

مجلس الاحتياطى الفيدرالي الأمريكي يُعلن سعر الفائدة الأساسى


عملات الأسواق الناشئة

 

أنهت عملات الأسواق الناشئة أسبوع التداول بمكاسب محدودة مستفيدة من ضعف الدولار والذي تراجع على خلفية زيادة آمال الأسواق بإبطاء وتيرة الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة خلال الأسبوع. 


وارتفع مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.22%. وتجدر الإشارة إلى أن نشاط المؤشر وصل إلى الحد الأدنى من معدل التداول خلال الأسبوع، نتيجة لإُغلاق الأسواق في الصين لعطلة رأس السنة القمرية، علاوة على ذلك أغلقت الأسواق في الدول الآسيوية الأخرى في بداية الأسبوع بما في ذلك كوريا وإندونيسيا وسنغافورة وماليزيا.


سجلت غالبية عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبرج مكاسب خلال تداولات هذا الأسبوع.


كان الريال البرازيلي العملة الأفضل أداءً هذا الأسبوع، حيث ارتفع بنسبة (+1.93%) على خلفية زيادة أسعار البن، والذي يعد من الصادرات الرئيسية للبلاد، إذ صعدت الأسعار بنحو 9.75%، مسجلة أكبر ارتفاع أسبوعي لها منذ شهر أغسطس. علاوة على ذلك، أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة يوم الثلاثاء تسجيل حصيلة الضرائب في شهر ديسمبر أعلى مستوى لها في عام. 


ومن الجدير بالذكر أن الأسواق تتوقع قيام البنك المركزي البرازيلي بتثبيت سعر الفائدة عند 13.75% في اجتماع لجنة السياسة النقدية المقرر عقده يوم الأربعاء المقبل. 


وكان البيزو التشيلي ثاني أفضل العملات أداءً، لينهي تداولات الأسبوع على ارتفاع بنسبة (+1.11%)، حيث قرر البنك المركزي التشيلي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير عند 11.25% خلال اجتماع يوم الخميس تماشيًا مع التوقعات، مما يدعم توقعات الأسواق بشأن إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة من الوقت قبل البدء في أي تحول نحو خفض أسعار الفائدة. وفي يوم الجمعة، نفت رئيسة البنك المركزي التشيلي، روزانا كوستا، تكهنات الأسواق بشأن قيام صانعي السياسة في بدء سلسلة من الخفض القوي لأسعار الفائدة في شهر أبريل. ومن ناحية أخرى،


 كان البيزو الأرجنتيني العملة الأسوأ أداءً هذا الأسبوع، إذ تراجع بنسبة (-1.17%)، حيث تصاعدت المخاوف الاقتصادية على خلفية انخفاض بيانات النشاط الاقتصادي لشهر نوفمبر. وفي الوقت نفسه، هدأت المخاوف حيال تدهور محاصيل الصويا والذرة بعد هطول الأمطار خلال الآونة الأخيرة في المناطق الوسطى في الأرجنتين. 


وكان الروبل الروسي ثاني أسوأ العملات أداءً، حيث تراجع بنسبة (-0.92%) على خلفية تقديم الدول الأوروبية لحزم دعم عسكري جديدة لأوكرانيا، مما يزيد من احتمالية تصعيد الحرب الأوكرانية. ومن الجدير بالذكر أن تحصيل الضرائب في نهاية الشهر فشل في تقديم الدعم الكافي للروبل لمقاومة هذه الضغوط.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Indice technologique Nasdaq | مؤشر ناسداك تكنولوجيى